درة الملاعب

الأنظار تتجه صوب درة الملاعب:

تتجه الليلة أنظار الجماهير الرياضية السعودية والخليجية والعربية صوب درة الملاعب إستاد الملك فهد الدولي بالرياض الذي يحتضن نهائي مسابقة كأس ولي العهد بين الهلال والاتفاق في لقاء مثير، لن يخلو من الإثارة والندية.. فالهلال يريد استعادة كأسه التي تنازل عنها لموسم واحد لصالح الأهلي حامل اللقب والذي خرج من الاتفاق الذي هو الآخر يسعى جاهداً لنيل الشرف بالحصول على الكأس الغالية والتي غابت لسنوات طويلة عن فارس الدهناء. ومباراة الليلة تشكل تحدياً آخر بين الفريقين، فالهلال يريد أخذ الثأر من الاتفاق الذي أخرجه من دور الأربعة في مسابقة كأس الخليج للأندية بينما يريد الاتفاق تأكيد فوزه والرد بقوة على كل من شكك بذلك الفوز أو أرجعه لعامل الحظ والمفاجأة. ومن المتوقع أن تحظى قمة الفريقين بحضور جماهيري كبير سيملأ مدرجات إستاد الملك فهد الدولي لما تمثله هذه الكأس من أهمية لدى أنصار الفريقين المتعطشين للبطولات المحلية.

استعدادات استثنائية

استعد الفريقان للمباراة المرتقبة فور تأهلهما مباشرة بعد فوز الهلال على الشباب والاتفاق على الأهلي لتبدأ التجهيزات والعمل على قدم وساق لتجهيز اللاعبين من الناحية الفنية والنفسية والمعنوية.. فالهلال رصد المكافآت للاعبيه لتحفيزهم لجلب البطولة، ومدربهم الروماني كوزمين أغلق الأبواب المؤدية للملعب أمام الجماهير والإعلام منذ يوم الثلاثاء، وأعضاء الشرف تواجدوا ودعموا ووقفوا إلى جوار إدارة النادي برئاسة الأمير محمد بن فيصل.

وفي الطرف الآخر الاتفاق لا تقل الاستعدادات عن مثيلها في الهلال فالمكافآت كانت الشعار الأول الذي أطلقته إدارة المثالي عبدالعزيز الدوسري والدعم المعنوي والنفسي كان حاضراً لتجهيز الفريق الذي دخل معسكراً مغلقاً في مدينة الرياض منذ يوم الأربعاء لأهمية المباراة لدى البرتغالي أوليفير توني الذي أوجد الانسجام والخلطة لهزيمة الهلال في عقر داره وأمام جماهيره.

مواجهة أوروبية خارج المستطيل

ستكون المواجهة خارج المستطيل الأخضر الليلة أوروبية صرفة عندما يواجه الروماني كوزمين مدرب الهلال نظيره البرتغالي أوليفر توني في مواجهة حاسمة ستكشف مدى مقدرة كل مدرب على قراءة الآخر وهي المحك الحقيقي لهذين المدربين الأكثر استقراراً من غيرهما بالأندية السعودية التي تطاير مدربوها الواحد تلو الآخر ولم يبق معها سوى مدرب الشباب، لذلك ستكون المباراة مفتوحة لكل مدرب لمعرفته التامة بأسرار كل مدرب لمعرفتهما بأسرار الدوري السعودي. ويملك الهلالي كوزمين عنصر المفاجأة وهذا ما تعودنا عليه من هذا المدرب ويعاب عليه هو عدم استقراره على تشكيلة معينة، بينما الاتفاقي أوليفير يعيش الاستقرار وقد استطاع إيجاد فريق منسجم ومتجانس، وهو مدرب كبير ويمتاز بقراءة الخصم وقلب الموازين في الشوط الثاني كما حدث مع الاتحاد والأهلي.

طريقة لعب الفريقين

ينهج كل مدرب طريقة غير التي ينهجها الآخر لذلك سوف نشاهد قمة فنية تكتيكية بين المدرسة الرومانية والمدرسة البرتغالية، فالهلال كوزمين استقر أخيراً على طريقة 4-5-1 تتحول في الهجوم إلى 4-3-3 بانضمام التايب والشلهوب وكذلك الغامدي مع ياسر القحطاني ويجيد الروماني اللعب بطرق مختلفة ويملك عنصر المفاجأة وهو ما يمتاز به الهلال عن غيره من الفرق كما حدث أمام الشباب عندما زج بالفريدي وأثبت وجوده وتألق.. والليلة سيكون عنصر المفاجأة متوفراً عند الروماني الذي حتى الآن لا يمكن أن يعلم أحد بأي تشكيلة سوف يلعب، وفي المقابل ينهج البرتغالي أوليفير طريقة 5-3-2 تتحول إلى 4-4-2 في حالة الهجمة والمدرب يلعب وفق تكتيت واضح ومفهوم، ونهجه لا يختلف وعنصر المفاجأة مفقود لديه ويعتمد على إمكانيات لاعبيه ومهارتهم الفردية والانسجام، ويميل إلى الدفاع غالباً وفي الشوط الأول ويتغير وضعه في الثاني لينقض على خصمه في الثاني ويتحول من الدفاع إلى الهجوم بعد أن يرهق ويجهد خصمه ولكن المواجهة الليلة تختلف (وليس كل مرة تسلم الجرة).

مشوار الفريقين للنهائي

لم يكن مشوار الفريقين مفروشاً بالورود بل كان مليئاً بالأشواك والطرق الملتوية والمتعرجة، فالهلال كانت بدايته مع خصمه وجاره وغريمه التقليدي النصر واستطاع إزاحته عن طريقه في دور الستة عشر وكسبه بهدفين للاشيء ليتأهل لدور الثمانية ليواجه خصماً عنيداً متمثلاً بالحزم، وبعد مباراة مارثونية انتهت هلالية بعد أشواط إضافية بفوز هلالي بهدفين لهدف ليتأهل لدور الأربعة ويواجه الشباب ذهاباً وإياباً وفي الأولى تعادل سلباً وفي الإياب تغلب على ظروف النقص واستطاع الصعود على اكتاف الشباب وصعد للنهائي بهدف للاشيء.. وكان مشوار الاتفاق في البداية سهلاً عندما واجه الربيع في دور الستة عشر واتخم شباكه بخماسية ليواجه في دور الثمانية أقوى المرشحين للقب وبعد مباراة حامية الوطيس استطاع الكوماندوز إبعاد الاتحاد بهدفين لهدف لينتقل لدور الأربعة ويواجه حامل اللقب الأهلي ذهاباً وإياباً انتهى الشوط الأول في جدة بالتعادل الإيجابي بهدفين وفي الشوط الحاسم في الدمام قضى فارس الدهناء على حلم القلعة بالمحافظة على لقبه وأبعده في دقيقة واحدة بعد أن حول خسارته إلى فوز بهدفين لهدف ليتأهل لمواجهة الهلال بالنهائي.

مباراة النجوم والمحترفين

يملك الفريقان العديد من النجوم الكبار المحليين المدعومين بالمحترفين الأجانب مما سيعطي المباراة قوة وجمالاً وامتاعاً للجماهير الرياضية فالهلال لديه من الأوراق الرابحة والمؤثرة العديد من الأسماء يأتي في مقدمتهم حارس القرن بآسيا وأفضل الحراس في الوقت الحالي العائد للنجومية محمد الدعيع الذي كان سداً منيعاً وساهم في تأهل الهلال، والمحترف البرازيلي تفاريس مصدر الاطمئنان والصخرة التي تتحطم عليها هجمات الخصوم ومحور الارتكاز، وصاحب المجهود الوافر خالد عزيز، والبرنس الليبي طارق التايب رئة الفريق، والنجم الآسيوي الأول ياسر القحطاني الذي تعقد الجماهير الآمال عليه بعد الله لحسم المواجهة. وفي المقابل يذخر الاتفاق بالعديد من النجوم ولعل ما يميزه عن الهلال الأداء الجماعي وهذا ما سوف يرهق لاعبي الهلال، ويتقدم هؤلاء النجوم ثنائي الهجوم الخطير البرنس تاجو هداف مسابقة كأس ولي العهد وتوأمه صالح بشير الذي يلسع دون أن ينتبه له أحد من المدافعين والمغربي صلاح الدين عقال الذي متى ما كان في جوِّ المباراة فسوف نشاهد المتعة والإبداع من هذا اللاعب، ومحور الارتكاز روبنز الذي يربط بين خطي الدفاع والهجوم، والمدافع الدولي جمعان الجمعان، والظهير الأيمن المهاجم راشد الرهيب.

نقاط الضعف بالفريقين

رغم الكم الكبير من النجوم الكبار إلا أن الفريقين يعانيان بشكل واضح من العديد من نقاط الضعف في بعض المراكز، ففي الهلال هناك الظهير الأيمن يعتبر أضعف مركز بالهلال رغم عودة مسفر القحطاني الذي ما زال بعيداً عن مستواه ويحتاج لوقت طويل للعودة والعمق الدفاعي، يعاب عليه عدم الانسجام بين المرشدي وتفاريس ولا يزال المدرب عاجزاً عن إيجاد المهاجم الثاني المكمل لياسر القحطاني. وفي الاتفاق هناك نقطة ضعف كبيرة ودائماً ما تكون خلف خسارة الفريق وهي حراسة المرمى الضعيفة بتواجد عدنان السلمان كما أن غياب ماجد العمري يشكل نقطة ضعف في العمق الدفاعي.

تشكيلة الفريقين

من المتوقع أن يحمي عرينه الحارس العملاق محمد الدعيع وأمامه خط رباعي مكون من ظهيري الجنب عبدالعزيز الخثران في الأيسر أو (سعد الذياب) ومسفر القحطاني من الطرف الأيمن بعد عودته من الإيقاف وفي العمق الدفاعي تفاريس وماجد المرشدي وستكون مهمتهما شاقة الليلة لمراقبة الخطيرين صالح بشير والبرنس تاجو، وفي خط الوسط يتواجد الخماسي خالد عزيز كمحور ارتكاز، ومن المتوقع أن توكل إليه مهمة مراقبة صلاح الدين عقال وأمامه عمر الغامدي وطارق التايب في الجهة اليمنى الذي يعود بعد انتهاء إيقافه بينما في الطرف الأيسر محمد الشلهوب والعنصر الخامس من المتوقع أن يكون الكونجولي ليلو وربما يكون هناك عنصر المفاجأة ويرمى بالشاب أحمد الفريدي، وفي خط المقدمة وحيداً ياسر القحطاني الذي ينضم إليه الرباعي طارق وعمر الغامدي والشلهوب وليلو.. وتعتبر طريقة 4-5-1 الأفضل للاعبي الهلال الذين يجيدونها.

وفي الطرف الآخر من المتوقع أن تضم التشكيلة الاتفاقية في حراسة المرمى عماد السلمان وأمامه خط دفاعي مكون من خمسة لاعبين، في الطرفين راشد الرهيب ومشعل السعيد ويمتازان بمساندة الهجمة وتشكيل قوة هجومية ضاربة من الأطراف، وفي العمق يتواجد الثلاثي جمعان الجمعان وسياق البيشي وحسين النجعي كمحور ارتكاز دفاعي، وسيجد الخط الليلة اختباراً حقيقياً عندما يواجه القوة الهجومية الهلالية ياسر والشلهوب والتايب وليلو.. وفي خط الوسط يتواجد الثلاثي محمد روبنز وعلي الشهري وصلاح الدين عقال وينضم إليهم في حالة الهجمة حسين النجعي، وفي خط الهجوم البرنس تاجو وصالح بشير ويشكلان قوة ثلاثية مع صلاح الدين في العمق ومن الأطراف يساندهم السعيد والرهيب واحتمال مشاركة إبراهيم المغنم بديلاً للنجعي، وتعتبر طريقة 5-3-2 الأفضل للاتفاق.