فلا تسل يا صاحبي...
إذا ادلهمت الخطوب..
وضاقت عليّ الدروب..
إذا عصفت بي همومي..
وفي البلاء رمتني غمومي..
إذا ضربتني الحياة بأمواجها العاتية..
ورمتني في ظلام لياليه المرعبة..
وضل في ظلام البحر قاربي..
حين يتضارب الموج من حولي...
ويرمي بقاربي الصغير...
يمنة ويسرة..
يرفعني تارة...
ويغتالني موجه تارة أخرى...
تدور بي أحلامي وآلامي...
إلى خيال النجاة...
لكني أراها بعيدة...
فيضطرب مركبي مرة أخرى...
بما يلاقيه...
ظلام حالك وموج يتبعه موج...
ريح عاصف...
والخوف يصارعني يريد أن يغلبني فيرعبني...
والأمل بعيدٌ عن مداركي...
لكنني أحلم به وأسعى له...
أين سأرسو؟؟؟
بل كيف سأصل؟؟؟
ماذا لدي؟؟
زادي لا يكفي للحظتي القادمة؟؟
نحيل لا يحتمل جسمي مواجهة الصعاب..
لكن قلبي الصغيرمصدر قوتي...
إيماني وثقتي لا تضعفان...
بل إنها تقوى وتقوى لتصبرني على هذا الحال...
فيحرك قلبي حرفي ليواسيني...
وليمتص بعض ما بي...
يرسل لي أملي...
ويشاركني ألمي...
يزيد من ثقتي وصبري
وعلى قلة زادي يؤملني برحمة ربي...
فيصوغ الحروف كلمات من زبرجد...
ويجعلها حصنًا واقي...
فيُرقّع ما اختل من مركبي...
ويحجز عني ضرب الموج...
وتسير تلكم الكلمات بي...
فتأخذ عقلي ليرتحل لحملي...
ويزينه لي بلؤلؤ نقي...
ويبدو بصيص ضوء...
يضيء ظلام حالك حولي...
فأتحرك تجاهه...
آآآه...
أرى موانئ كثيرة حولي...
والمراكب ترسو عليها...
لكنها ليست الميناء الذي أريد...
ولا الذي له أرنو وأطمح..
أمضي وحيدًا أتبع حلمي الؤلؤي...
والكل ينظر لي...
غريب!!
يمضي لوحده إلى أين بهذا المركب العتيق؟؟؟
آآه...
حتى في حلمي غريب...
أليس من يتعرف عليّ...؟؟
حتى في حرفي لم يفهموا مقصدي...
فأمضي وأمضي...
ما أجمله من حلمٍ...
متى يتحقق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أيها الحرف وأيتها الكلمة...
ترجما عني ما لا أستطيع نطقه بلساني...
ولا إظهاره على حالي...
علّ الله يستجيب لي...
فهو العالم بالخافي...
... ...
ثم بعد فترة...
يخبو ذلك النور في ظل تردي حالي...
وانشغالي عنه بضعفي الإنساني...
فيتهالك مركبي مرة أخرى...
وتعصف بي الحياة...
بموجها العاتي...
فأعود لحرفي...
وترحل بي كلمتي...
وأعود لربي...
جاعلاً القرآن والسنة منهجي...
كلما اشتد الظلام عليّ...
لتكون دليلي لعودة النور لي...
متى ستكون نهاية الرحلة ؟ وكيف ستكون؟ وأين سيكون المرسى؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يارب لطفك